بدعم من منظمة QS Intelligence Unit، التي تعد أبرز المنظمات الدولية لتصنيف مؤسسات التعليم العالي، نظمت جامعة عجمان قمة "إعادة التفكير" الأولى من نوعها، والتي ركزت على بحث سبل تأهيل وإعداد الطلبة لوظائف المستقبل، وذلك بحضور عدد من المسؤولين والقادة من المؤسسات الحكومية والجامعات المحلية والإقليمية والطلاب.
وركزت القمة التي عقدت في دبي، على فتح آفاق الحوار بين قطاعات التعليم والصناعة لبحث منهج متكامل يضمن مستقبل الخريجين، حيث بحثت جلساتها عدداً من المواضيع الهامة، أبرزها تغير رسالة الجامعات ومهماتها مقارنة بالعقود السابقة، إلى جانب مستوى جاهزية الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لإعداد جيل واعد لسوق العمل المستقبلي السريع التطور، إضافة إلى مستقبل تعليم المواد العلمية، فضلاً عن سبل إدارة الجامعات للموارد في مواجهة التحديات وبالتالي الحاجة لتلبية اهتمامات الطلاب جنباً إلى جنب مع توقعات القطاع.
وأكد الدكتور كريم الصغير مدير جامعة عجمان خلال كلمته أهمية انعقاد القمة في وقت نعاصر فيه "الثورة الصناعية الرابعة" التي تشهد تغيرات متسارعة تندمج فيها العوامل المادية والرقمية بما يؤدي إلى التحول والتغير في أنظمة الإنتاج والإدارة والحوكمة، إلا أن ذلك يفتح المجال أمام فرص جديدة لتغيير أساليب الحياة، مشدداً على ضرورة تعاون الأطراف المختلفة فيما بينها لضمان عمل الجيل الحالي على تعزيز مستقبل الأجيال المقبلة وخاصة فيما يتعلق بالوظائف المستقبلية.
وأشار الدكتور كريم الصغير إلى أنه وفي ظل هذه التغيرات المتسارعة، فإن طبيعة الوظائف ستتغير، وتبعا لدراسات أُجريت بهذا الصدد، مثل بحث معهد "ماكينزي" العالمي، الذي توقع زوال نحو 800 مليون وظيفة حول العالم بسبب الأتمتة، في الوقت الذي يُتوقّع فيه محافظة المهنيين على وظائفهم، كما ستحافظ الشهادات العليا ودرجة البكالوريوس على مكانتها في تشكيل المستقبل المهني، كونها المساهم الأساسي في الحصول على الوظيفة في سوق العمل المستقبلي، ومن هنا تكمن أهمية الحوار بين جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى نهج شامل لمواكبة هذه التغيرات.
ونوّه الدكتور كريم إلى ارتفاع نسب الالتحاق بالتعليم العالي عالمياً من 19% مع بداية القرن الحالي إلى 32% تبعا لإحصائية في العام 2012، مع توقعات بوصول عدد طلاب التعليم العالي إلى 262 مليون طالب بحلول العام 2025، وهو ما يحتم على الجميع دراسة مستقبل سوق العمل، وضرورة تماشي مخرجات التعليم الجامعي معه، وكيفية تحضير الطلبة لوظائف لا يمكن تصور وجودها مستقبلاً.
وبحث الخبراء خلال المنتدى مدى قدرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في منطقة الشرق الأوسط وجاهزيتها لمواجهة عصر الأتمتة، حيث أجمعوا على ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي مع التفكير الناقد والتصميم الإبداعي في مختلف المناهج على مستوى قطاع التعليم، إضافة إلى تشجيع الجامعات وقادة الصناعات على تجديد نماذج التوظيف الخاصة بهم والتوجه نحو منهج أكثر شمولية لمواجهة التغيرات المتسارعة.
من جانبه، قال محمد سعيد الشحي الرئيس التنفيذي للعمليات في "حي دبي للتصميم": "أصبحت الضرورة ملحة لقيام مؤسسات القطاع التعليمي بتوجيه الطلبة نحو التفكير المبتكر وتعزيز الإبداع، لما يشهده العصر الراهن من ثورات تكنولوجية، باتت تشكل ضرورة ملحة لتطوير البرامج الأكاديمية بما يتناسب مع التخصصات الدراسية المختلفة".
وأضاف الشحي: "نتبنى في "حي دبي للتصميم" المنهج المتكامل الذي نتيح فيه للطلبة الإمكانية على إبراز إبداعاتهم أمام قادة القطاعات والصناعات المختلفة، حيث نقوم بتنظيم العديد من المحاضرات والدورات التي نطلع من خلالها على خبرات الموظفين، ذوي الكفاءة للاستفادة منها في المستقبل. ومن هنا تأتي أهمية التعاون وتبادل الخبرات والمعارف بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة التي ستخوض "الثورة الصناعية الرابعة".
ويذكر أن القمة شهدت مشاركة عدد من قادة الصناعة ورؤساء الجامعات والمتخصصين، من بينهم الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة رئيس جامعة البحرين، والأستاذ الدكتور صائب عبد الحليم خريسات رئيس جامعة العلوم والتكنولوجية الأردنية، والبروفيسور منصور العالي رئيس الجامعة الأهلية البحرينية، والدكتور وقار أحمد مدير جامعة أبوظبي بالإنابة، والدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس المصرية، وعبدالسّلام هيكل مؤسس ورئيس مجلس إدارة "هيكل ميديا"، وإدريس الرفاعي مؤسس شركة "فتشر"، بالإضافة إلى لفيف من طلبة الجامعة ومجموعة من الطلبة المتوقع تخرجهم.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.