تُعد المهندسة فاطمة عدنان المدني مثالًا يُحتذى به للشباب الإماراتي الطموح في مجالات العلوم والهندسة. وبعد تخرجها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة عجمان في تخصص الهندسة الطبية عام 2022، انتقلت إلى جامعة إمبريال كوليدج لندن التي تم تصنيفها كثاني أفضل جامعة في العالم حسب تصنيف QS لعام 2025، لمتابعة الماجستير في الطب الجزيئي.
إنجازات أكاديمية ملهمة
ركزت أبحاث فاطمة خلال مرحلة الماجستير على بروتين فون ويلبراند وأمراضه، حيث كانت موضوع رسالتها نقطة انطلاقها في هذا المجال. وقامت بتطوير تقنية جديدة لتشخيص المرض، وهو إنجاز جعلها أول إماراتية تتخصص في هذا التخصص. وبفضل تميزها، حصلت على فرصة متابعة الدكتوراه في الطب السريري في نفس الجامعة، مما فتح أمامها آفاقًا جديدة ووسع نطاق تأثيرها في مجال البحث العلمي.
مساهمات مجتمعية
برزت فاطمة في أروقة جامعة عجمان من خلال مهاراتها القيادية وشغفها بالتطوع والمشاركة المجتمعية. وكانت رئيسة النادي الإماراتي خلال فترة دراستها، مما ساعدها في تطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي. ولم تقتصر أنشطتها على الجامعة، بل تجاوزتها لتشمل المشاركة في فعاليات مرموقة مثل إكسبو 2020 دبي وقمة الحكومات العالمية 2022. كما ساهمت هذه التجارب في تنمية وتطوير مهاراتها في العمل الجماعي والتواصل الفعّال.
وامتدت أنشطة فاطمة لتشمل مشاركات مجتمعية خارج الجامعة، حيث أظهرت شغفاً كبيرًا في العمل التطوعي. وشاركت في فعاليات بارزة مثل إكسبو 2020 دبي وقمة الحكومات العالمية 2022، مما أسهم في تعزيز تأثيرها الإيجابي في المجتمع.
البحث والابتكار
وأضافت فاطمة: "كانت لدراستي في جامعة عجمان أثر كبير في تعزيز مهاراتي البحثية، وحيث تمكنت من تطبيق العديد من المفاهيم التي اكتسبتها بشكل عملي. خلال فترة دراستي للماجستير، شاركت في أبحاث تتعلق بمرض الزهايمر والتصلب اللويحي. وفي الوقت الحالي، تركز رسالتي للدكتوراه على الأعضاء الحيوية ضمن رقائق (Organs on Chips)، وهي تقنية تمثل أحدث التطورات في المجال الطبي والبحث العلمي. كما تتيح لنا هذه التكنولوجيا محاكاة وظائف الأعضاء البشرية على شرائح صغيرة، مما يمكننا من إجراء اختبارات دقيقة وفعّالة. أؤمن أن بحثي يمكن أن يُحدث فرقًا إيجابيًا كبيرًا في المجال الطبي، حيث سيساعد في تسريع تطوير الأدوية وتقليل الاعتماد على التجارب على الحيوانات، مما يسهم في تحسين نتائج العلاج وفهم الأمراض بشكل أعمق."
رؤى مستقبلية
تعبّر فاطمة عن شغفها العميق في مجال الهندسة الطبية بقولها: "لطالما كان لدي شغف لفهم كيفية عمل جسم الإنسان وتطبيق مبادئ الهندسة لتحسين الرعاية الصحية. وأرغب باكتشاف الحلول المبتكرة التي تجمع بين علوم الهندسة وعلوم الخلايا، مثل تقنية الأعضاء الحيوية ضمن رقائق. وتعتبر هذه التكنولوجيا من أندر وأهم المجالات في البحث العلمي والطبي، وتمثل تحديًا حقيقيًا وفرصة فريدة لي للمساهمة في تطوير علاجات جديدة تعزز من جودة حياة المرضى."
تعتبر فاطمة عدنان المدني مصدر إلهام للشباب، حيث تعكس روح الابتكار والتفاني في خدمة المجتمع، وتثبت أن الشغف والمعرفة يمكن أن يحدثا فارقًا حقيقيًا في حياة الآخرين.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.