نظمت جامعة عجمان ورشة عمل متخصصة بعنوان "التنمّر الإلكتروني والتوجه الحكومي" واستضافت فيها المستشار د. أنور حاميم بن سليَّم، المدرب دولي في الإبداع والابتكار واستشراف المستقبل، للحديث عن هذه الظاهرة التي انتشرت في المجتمعات وأصبحت بحاجة إلى وقفة من المسؤولين وأصحاب القرار للحد منها والتصدي لآثارها المدمرة.
افتتح الورشة الدكتور عبد الحق النعيمي، نائب مدير الجامعة للاتصال وشؤون المجتمع، بكلمة أكد فيها العناية التي توليها جامعة عجمان للقضايا المرتبطة بالمسؤولية المجتمعية وتسعى دائما إلى التوعية بمختلف الظواهر التي تنتشر في المجتمعات، مشيرا إلى حصول الجامعة على مرتبة الخمس نجوم في مؤسسة كيو إس العالمية (QS) المتخصصة في تصنيف الجامعات، في فئة المسؤولية المجتمعية. وتقدم بالشكر والتقدير إلى كلية الإنسانيات والعلوم، وإدارة التواصل المجتمعي، ومكتب استقطاب الطلبة على جهودهم الدؤوبة في إنجاح هذه الورشة القيّمة والتي حضرها مئات الطلبة الذين جاؤوا من عدد من المدارس في منطقتي الشارقة وعجمان التعليميتين.
وقد استعرض د. أنور بن سليَّم، في الورشة تعريف التنمر على أنه سلوك عدواني يهدف إلى الإساءة وإيذاء الآخرين، والتنمر الإلكتروني الذي يتم من خلال تعمد إيذاء الآخرين بطريقة متكررة وعدائية عن طريق استخدام الانترنت سواء بالايميل أو الألعاب الإلكترونية أو الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها. وتحدث الدكتور بن سليّم عن الفرق بين التنمر والتحرش، وأوجه التنمر باعتباره تهديد مرتب وعمل يسئ إلى سمعة أو سلامة الضحية، من خلال التصرفات، وتشجيع الآخرين على مضايقة الضحية ومحاولة التأثير على مشاركته عبر الإنترنت، وتوجيه إتهامات باطلة وترصُّد وسرقة الهوية وإتلاف للمعلومات أو للأجهزة وطلب القُصّر لممارسة الجنس أو جمع المعلومات بهدف التحرش، بالإضافة إلى التسـلط باسـتخدام القـوة أو الإكـراه بغـرض الإسـاءة أو تخويـف الآخريـن او النبـذ.
واستعرض الدكتور أنور أشكال وطرق التنمر الإلكتروني، والمتمثلة برسائل كراهية، وإشاعات وأكاذيب يتم إطلاقها عن الشخص المتنمر عليه، واستخدام صور أو مقاطع للشخص بدون إذنه ونشرها دون علمه، والسخرية وبث رسائل مؤلمة وعنصرية في أكثر من موضع عبر التعليقات أو الرسائل الخاصة وغيرها، والتهديد والابتزاز وانتحال الشخصيات في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث الدكتور حاميم عن علامات وآثار التنمر الإلكتروني، ومن أبرزها الشعور بالقلق وحذف حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وتراجع في المستوى الدراسي، والانسحاب من تجمعات الأسرة أو الأصدقاء، وظهور علامات للاكتئاب، وتغييرات في المزاج أو السلوك أو قلة النوم أو انعدام شهية الأكل، وتراجع تقدير الذات والبرود العاطفي وزيادة التفكير في الانتحار والخوف والإحباط.
وتم في الورشة استعراض مجموعة من الحقائق، حيث أصدر المجلس الوطني الأمريكي لمنع الجريمه - الرابطة الوطنية للتعليم، دراسة أكدت أن ما يقرب من 34 ٪ من الأطفال تعرضوا للمضايقات عبر الإنترنت، وأن 70 ٪من الطلاب يرون وجود تسلط متكرر عبر الإنترنت، و160 الف طفـل يغيـب عـن المدرسـة كل يـوم بسـبب الخـوف مـن الهجـوم أو الترهيـب مـن قبـل الطـلاب الآخريـن، مع موافقة 68 ٪من المراهقين على أن التنمر عبر الإنترنت يمثل مشكلة خطيرة، وأن 90 ٪من المراهقين الذين شاهدوا تنمرا في وسائل التواصل الاجتماعي تجاهلوا ذلك، وأن عدد الفتيات (ضعفي) عدد الذكور في التنمر الإلكتروني.
ووفق منظمة اليونسيف، 1 من كل 3 طلاب أو أكثر ممن تتراوح أعمارهم بين12 -15 سنة في جميع أنحاء العالم يعانون من التنمر بشكل منتظم، وأن مـا يقـرب مـن 1 مـن كل 3 طـلاب تتـراوح أعمارهـم بـين 12و 15 عامـا في جميـع أنحـاء العالـم ابلغـوا عـن تورطهـم في واحـدة أو أكثـر مـن المعارك الجسدية. وفي عام 2017 أشارت تقارير اليونسيف إلى أن 70% من الأطفال تعرضوا للتحرش عبر الإنترنت في ماليزيا، كما زادت نسبة التنمر عبر الإنترنت في أوروبا من 10% عام 2010 إلى 12% عام 2014.
وعلى الصعيد المحلي، فقد أشارت دراسات قامت بها شركة كاسبرسكي لاب إلى أن 23٪ أطفال الإمارات يزورون مواقع ألعاب غير مرغوب فيها، وأن أكثر من 60 ٪من الأطفال فوق 3 إلى 4 سنوات لديهم هواتف ذكية في بعض الأحيان ويستخدم أكثر من 80 ٪من المراهقين هاتف نقال بشكل منتظم، و64% من الطلاب الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني أثّر ذلك سلبًا على مستواهم الدراسي ورغبتهم في اللعب على الإنترنت والشعور بالخوف وعدم الأمان.
وأكد الدكتور أنور أن السبب الرئيسي الثالث للوفاة بين الشباب، مما أسفر عن وفاة ٤٤٠٠ في السنة، وفق مركز السيطرة على الأمراض CDC التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الامريكية. أما الاحصاءات التي نشرتهاNews ABC فأشارت إلى أن ما يقرب من 30% من الطلاب هم إما متسلطون أو ضحايا للتنمر.
وتحدث الدكتور حاميم عن الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة الرامية إلى الانتقال بدولة الإمارات من مفهوم الحياة الجيدة إلى المفهوم الشامل لجودة الحياة المتكاملة (الأفراد – المجتمع – الدولة) وإطلاق السياسة الوطنية حماية الأسرة في نوفمبر 2019 التي تهدف إلى تعزيز منظــومة اجتــماعية تحقق الحــماية لأفراد الأسرة وتحفظ كيانها حقوقها بما يعزز دور الاسرة ومشاركتها الفاعلة في التنمية المجتمعية(العنف الجسدي - العنف اللفظي - العنف النفسي أو المعنوي - العنف الجنسي - العنف الاقتصادي – الإهمال).
ودعا المستشار إلى ضرورة توعية طلاب المدارس بتحديات العالم الرقمي وتشجيعهم على استخدام الإنترنت بشكل إيجابي وآمن، وتوعية وتأهيل المعلمين والأهالي بأساليب مواجهة هذه التحديات بما يحقق السلامة الرقمية لأطفالهم. كما شدد على دور الأهل في الاستماع إلى الطفل ومحاولة معرفة المشكلة، التحدث مع أبنائنا عن السلامة والتنبيهات قبل استخدامهم الانترنت، والقيام بممارسة المراجعة المناسبة حسب الأعمار، ووضع مقدار الوقت المسموح للأبناء والتعرف على المواقع الأكثر زيارة ونحاول التعرف عن أنشطة أبنائنا على الانترنت.
وفي ختام الورشة، قدم الدكتور عبد الحق النعيمي والدكتور شاهر المومني، عميد كلية الإنسانيات والعلوم، درع الجامعة إلى المستشار د. أنور حاميم بن سليَّم، تقديرا لجهوده في تقديم هذه الورشة المتميزة والتي حفلت بتفاعل طلبة المدارس مع مقدم الورشة من خلال بعض الأنشطة المصاحبة للورشة.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.