يتمحور الذكاء الاصطناعي حول الاحتمالات، وهو قادر على تحويل المستحيل إلى واقع، حيث يسهم بشكل كبير في توسيع آفاق الذكاء البشري. وعلى سبيل المثال، يسهم الذكاء الاصطناعي في مساعدة المرضى على استعادة الحركة بعد السكتات الدماغية عن طريق تحسين الأجهزة التي تقوم بقراءة إشارات الدماغ. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن لهذه الأجهزة تحليل نشاط الدماغ بدقة أكبر وتحديد أنماط العلاج الأكثر فعالية لمرضى السكتة الدماغية.
ويُعتبر هذا المشروع مجرد واحد من العديد من المشاريع البحثية الرائدة للأستاذ الدكتور محمد عزمي البيطـار هو رئيس مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي (AIRC) ومنسق برنامج ماجستير الذكاء الاصطناعي (MSAI) بجامعة عجمان.
يؤكد الأستاذ الدكتور البيطار، عضو هيئة التدريس والباحث الرائد الذي تم اختياره مؤخرًا ضمن قائمة ستانفورد لأفضل 2٪ من علماء العالم لعام 2024 شغفه المستمر بتعزيز إمكانات الذكاء الاصطناعي من خلال البحث المبتكر.
وفي دراسة أخرى له، قدم طريقة غير جراحية لمراقبة مستويات السكر في الدم باستخدام الذكاء الاصطناعي، للتنبؤ بمستويات الجلوكوز بدقة وسرعة دون الحاجة إلى عينات دم. ويشير الدكتور البيطار إلى أن "كلا التطبيقين يهدفان إلى تحسين رعاية المرضى وجعل الإجراءات الطبية أقل تدخلاً وأكثر كفاءة."
ويتوسع بحثه ليشمل مجالات أخرى، حيث يُدرس الأستاذ الدكتور البيطار في مجال الزراعة استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن العلامات المبكرة للأمراض في محاصيل الشعير، والتي تمثل أعراضًا غير مرئية للعين البشرية. ويمكن أن يسهم الكشف المبكر القائم على خوارزمية الذكاء الاصطناعي في منع الضرر الواسع النطاق للمحاصيل، وضمان إنتاج غذائي مستدام، والحد من الخسائر الاقتصادية، مما يعزز من استدامة الزراعة.
ووراء كل هذه التطبيقات المميزة، يواجه الأكاديميون المتخصصون تحديات في البحث النظري. ويقول الأستاذ الدكتور البيطار: "تُعتبر النظرية أساسًا تُبنى عليه تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، حيث تشمل المبادئ الأساسية والنماذج الرياضية والأطر المفاهيمية التي تتيح فهم كيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وسبل تحسينها."
كما تستقطب تطبيقات الذكاء الاصطناعي اهتمامًا متزايدًا، إذ تساهم في تعزيز التقدم البشري بطرق متعددة. ومع ذلك، تُعتبر الأطر النظرية عنصرًا أساسيًا لعمل هذه التطبيقات بكفاءة وفاعلية، وفقًا لرأي الأستاذ الدكتور البيطار، الذي أضاف: "دون فهم عميق للنظرية، ستفتقر الابتكارات والتقدم العملي في مجال الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على معالجة التحديات المعقدة في العالم الحقيقي. بعبارة أخرى، تُعد نظرية الذكاء الاصطناعي الأساس الذي يسهم في تطوير تطبيقات فعّالة وقوية."
ويهدف الأستاذ الدكتور البيطار، كمدرس للذكاء الاصطناعي، إلى دمج المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، مما يمكّن الطلبة من تحويل المفاهيم النظرية إلى حلول عملية. ويشمل ذلك تطوير خوارزميات ونماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات العملية، مثل تحسين عملية اتخاذ القرار وتعزيز الأتمتة الذكية.
وتعزز القدرة على تطبيق نظرية الذكاء الاصطناعي بشكل فعال التقدم التكنولوجي في مجالات مثل الرعاية الصحية، والتمويل، والروبوتات، وغيرها من الصناعات. وفي هذا السياق، يقول الأستاذ الدكتور بيتار: "يُعتبر ماجستير العلوم في الذكاء الاصطناعي برنامجًا مبتكرًا يهدف إلى تطوير المهارات في هذا المجال المتقدم. ويعمل طلابنا في قطاعات صناعية متنوعة، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، حيث يساهم كل منهم في تطوير حلول ذكاء اصطناعي تناسب مجاله في سوق العمل."
وتتماشى رؤية الأستاذ الدكتور بيطار المستقبلية لمركز أبحاث الذكاء الاصطناعي مع رسالة الجامعة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين سوق العمل والمؤسسات الأكاديمية. ويقول الدكتور بيطار: "تتصدّر دولة الإمارات العربية المتحدة المشهد العالمي في تطبيق الذكاء الاصطناعي، حيث تتمتع ببيئة داعمة مثالية لتطوير واختبار حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة، التي تهدف إلى معالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه البشرية".
حول مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي
الاستاذ الدكتور محمد عزمي البيطـار هو رئيس مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي (AIRC) بجامعة عجمان منذ عام 2022. تحت إشرافه، نشر المركز حوالي 600 بحث مدرج في قاعدة بيانات سكوبس حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات ذات تأثير كبير، مثل الأمن السيبراني، التشخيص الطبي، معالجة الإشارات، المدن الذكية، الزراعة الذكية، وتكنولوجيا النانو في السوائل. تسهم هذه الأبحاث في توسيع الفهم حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتطبيقات مبتكرة في هذه المجالات، وحل بعض التحديات المجتمعية الأكثر تعقيداً.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.